التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ} (214)

قوله تعالى{ أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا عن نصر الله قريب }

ينظر آية( 177 ) من هذه السورة في قوله تعالى{ والصابرين في البأساء والضراء }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أخبر الله سبحانه المؤمنين ان الدنيا دار بلاء وانه مبتليهم فيها ، وأخبرهم انه هكذا فعل بأنبيائه وصفوته لتطيب انفسهم فقال : { مستهم البأساء والضراء } .

أخرج البخاري بسنده عن أبي مليكة قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما : { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا }خفيفة ، ذهب بها هناك وتلا{ حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب }فلقيت عروة بن الزبير فذكرت له ذلك فقال : قالت عائشة : معاذ الله ، والله ما وعد الله رسوله من شئ قط إلا علم انه كائن قبل ان يموت ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا ان يكون من معهم يكذبونهم . فكانت تقرؤها{ وظنوا انهم قد كذبوا }مثقلة .

( الصحيح-تفسير سورة البقرة ح2524 و2525 ) .

و في تفسير سورة يوسف عند قوله تعالى { حتى إذا استيأس الرسل } قال عروة : فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم و صدقوهم فطال عليهم البلاء و استأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم و ظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبهم جاءهم نصر الله عند ذلك .

( الصحيح تفسير سورة يوسف ح 4695 )

أخرج البخاري بسنده عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا ؟ فقال : " قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد من لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " .

( الصحيح-الإكراه ، ب1 ح6943 ) .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى{ ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم السراء والضراء }قال : نزلت في يوم الأحزاب ، أصاب النبي وأصحابه يومئذ بلاء وحصر فكانوا كما قال الله عز وجل{ وبلغت القلوب الحناجر } .