{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الجنة } يقول : ظننتم أن تدخلوا الجنة . { وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } من أتباع الرسل من قبلكم ، أي لم يأتكم صفة الذين مضوا من قبلكم ، يعني لم يصبكم مثل الذي أصاب من قبلكم . ويقال : لم تبتلوا بمثل الذي ابتلي من قبلكم . { مَّسَّتْهُمُ البأساء والضراء } . { البأساء } : الشدة والبؤس ، { والضراء } : الأمراض والبلاء . { وَزُلْزِلُواْ } ، أي حركوا وأجهدوا ، { حتى يَقُولَ الرسول والذين آمَنُواْ مَعَهُ } قال مقاتل : يعني شعيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو اليسع . وقال الكلبي : هذا في كل رسول بعث إلى أمته ، واجتهد في ذلك حتى قال : { متى نَصْرُ الله } ؟ قال الله تعالى : { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } .
روي عن الضحاك أنه قال : يعني محمداً صلى الله عليه وسلم . ومعنى ذلك أظننتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا كما ابتلي الذين من قبلكم ، { مستهم البأساء والضراء } وزلزلوا فيصيبكم مثل ذلك ، حتى يقول : محمد صلى الله عليه وسلم : { متى نَصْرُ الله أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } ، يعني فتح الله تعالى قريب ، أي فتح الله تعالى إلى مكة عاجلٌ . وإنما ظهر لهم ذلك في يوم الأحزاب ، فأصابهم خوف شديد وكانوا كما قال الله تعالى : { إِذْ جَاءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا } [ الأحزاب : 10 ] ، فصدق الله وعده وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً ، وهزم الكفار . فذلك قوله تعالى : { أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ } قرأ نافع : { حتى يَقُولَ الرسول } بالرفع على معنى المستأنف . وقرأ الباقون : بالنصب على معنى الماضي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.