المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡيَكۡتُبۡ وَلۡيُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا يَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَيۡـٔٗاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُلٞ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ وَلَا تَسۡـَٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَرۡتَابُوٓاْ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةٗ تُدِيرُونَهَا بَيۡنَكُمۡ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبٞ وَلَا شَهِيدٞۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (282)

تفسير الألفاظ :

{ إلى أجل مسمى } أي إلى موعد معين بالأيام والأشهر . { ولا يأب } ولا يمتنع . { فليكتب } تأكيد . { وليملل } الإملال والإملاء بمعنى واحد . { ولا يبخس } أي ولا ينقص ، يقال بخسه حقه يبخسه بخسا نقصه . { سفيها } ناقص العقل . { أو ضعيفا } المراد به هنا صبيا أو شيخا أو مختلا . { وليه } متولي أموره من قيم إن كان صبيا أو مختلا ، أو وكيل أو مترجم إن كان غير ذلك . { أن تضل إحداهما } أي أن تنسى إحداهما . { دعوا } أي طلبوا لأداء الشهادة . { ولا تسأموا أن تكتبوه } أي ولا تملوا من كثرة مدايناتكم أن تكتبوا الدين أو الحق . { أقسط } أي أكثر قسطا والقسط هو العدل . { وأقوم للشهادة } أي وأعون على إقامتها . { وأدنى أن لا ترتابوا } وأقرب أن لا تشكوا . { ولا يضار } أي ولا يضر ، يقال ضاره أي أضره . { فسوق } خروج عن الطاعة .

تفسير المعاني :

يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى موعد عينتموه فاكتبوه فذلك أوثق وأدفع للنزاع . وليكتب لكم كاتب عادل لا يجور على أحد الطرفين .

ولا يمتنع أحد الكتاب أن يكتب لينفع الناس كما نفعه الله بتعليمه الكتابة وليكن المملى هو الذي عليه الحق وليتق الله ولا ينقص من الحق شيئا . فإن كان الذي عليه الحق لا يستطيع أن يملل لقلة عقله أو ضعفه من صغر أو كبر أو جهل فليملل قيمه أو وكيله وليشهد على ذلك رجلان أو رجل وامرأتان . وإذا طلب الشهداء لأداء شهادتهم فلا يمتنعوا . ولا تملوا أن تكتبوا الديون والحقوق صغيرة كانت أو كبيرة إلى مواعيدها ، ذلكم أعدل وأقوم للشهادة وأقرب أن لا تشكوا ، إلا أن تكون تجارة تديرونها يدا بيد فلا بأس من عدم كتابتها . وإذا تبايعتم فأشهدوا شهودا ولا تضروا الشهود والكتاب واتقوا الله .