المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَوۡ جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِيّٗا لَّقَالُواْ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَايَٰتُهُۥٓۖ ءَا۬عۡجَمِيّٞ وَعَرَبِيّٞۗ قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٞ وَهُوَ عَلَيۡهِمۡ عَمًىۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُنَادَوۡنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ} (44)

تفسير الألفاظ :

{ لولا } أي هلا . { فصلت آياته } أي بينت آياته بلسان نفقهه . { أأعجمي وعربي } أي أكلام عجمي ومخاطب عربي . والأعجمي هو الذي لا يفهم كلامه من جنس غير عربي ، وهذا خلاف العجمي أي الفارسي . { وقر } أي ثقل ، يقال وقرت أذنه تقر وقرا ووقرت أي أصابها ثقل . { أولئك ينادون من مكان بعيد } أي هم في عدم قبولهم واستماعهم له كمن يصاح بهم من مسافة بعيدة .

تفسير المعاني :

ولقد قالوا : هلا أنزل القرآن بلغة العجم ، ولو جعلناه بتلك اللغة لقالوا : قرآن أعجمي ومخاطب عربي ، هلا بينت آياته بلسان نفهمه ؟ قل : هو للذين آمنوا هدى إلى الحق وشفاء لأمراض نفوسهم ، والذين لا يؤمنون في آذانهم ثقل عن سماعه ، وهو عليهم عمى عن رؤية الحق ، أولئك بعداء عن قبوله كمن ينادون من مكان بعيد فلا يسمعون .