معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (23)

وقوله : { يا أَيُّها الناسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ على أَنفُسِكُمْ }

إن شئت جعلت خبر ( البغي ) في قوله ( على أنفسكم ) ثم تنصب ( متاعَ الحياةِ الدنيا ) كقولك : مُتْعَةً في الحياة الدنيا . ويصلح الرفع ها هنا على الاستئناف ؛ كما قال { لم يلبثوا إِلا ساعة من نهارٍ بلاغ } أي ذلك ( بلاغ ) وذلك ( متاع الحياةِ الدنيا ) وإن شئت جعلت الخبر في المتاع . وهو وجه الكلام .

{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أولئك أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خَالِدُونَ }

وقوله : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى }

في موضع رفع . يقال إن الحسنى الحَسَنة . ( وزيادة ) حدّثنا محمد قال حدّثنا الفرّاء قال حدثني أبو الأحوص سلاّم بن سُلَيم عن أَبى إسحاق السَبِيعيّ عن رجل عن أبى بكر الصدِّيق رحمه الله قال : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة : النظر إلى وجه الرب تبارك وتعالى . ويقال ( للذين أحسنوا الحسنى ) يريد حَسَنة مثل حسناتهم ( وزيادة ) زيادة التضعيف كقوله { فله عَشْرُ أَمثالها } .