معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ} (105)

وقوله : { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ 105 } ،

كتب بغير الياء وهو في موضع رفع ، فإن أثبتَّ فيه اليَاء إذا وصلت القراءة كان صَواباً . وإن حذفتها في القطع والوصل كان صَوَابا . قد قرأ بذلك القرّاء فمَر حَذفها . إذا وصل قال : اليَاء ساكنة ، وكلّ ياء أو واو تسكُنان وما قبل الواو مضموم وما قبل الياء مكسور ، فإن العرب تحذفهما وتجتزئ بالضمة من الواو ، وبالكسرة من الياء وأنشد في بعضُهم :

كفّاك كفّ ما تُليق دِرهما *** جُوداً وأخرى تُعطِ بالسيف الدَما

ومَن وصل باليَاء وسكتَ بحذفها قال : هي إذا وَصلتُ في موضع رفع فأُثبتها ، وهي إذا سَكتُّ عليها تسكن فحذفتُها . كما قيل : لم يَرْم ولم يَقْض . ومثله قوله : { ما كُنا نَبْغِ } ، كُتبت بحذف الياء ، فالوجه فيها : أن تثبت الياء إذا وصَلْت وتحذفَها إذا وقفْتَ . والوجه الآخر : أن تحذفها في القطع والوصل ، قرأَ بذلك حمزة . وهو جائز .