ثم قال تعالى : { لا تكلم نفس إلا بإذنه يوم تاب }[ 105 ] : أي : يوم تقوم الساعة ما تكلم نفس إلا بإذن الله{[33165]} ، وهو مثل قوله : { هذا يوم لا ينطقون }{[33166]} . وقد قال في موضع آخر : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون }{[33167]} ، وقال : { يوم يات{[33168]} كل نفس تجادل عن نفسها }{[33169]} ، وقال : { وقفوهم إنهم مسئولون }{[33170]} ، وقال :
{ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان }{[33171]} . وهذه الآيات يسأل عنها أهل الإلحاد{[33172]} . فالجواب عن ذلك : أنه تعالى قد أحصى الأعمال ، وعَلِمَها قبل أن تكون ، فلا حاجة ( له ){[33173]} إلى سؤال أحد عن{[33174]} ذنبه ، ( ليعلم ){[33175]} ما عنده{[33176]} . فأما قوله : ( إنهم مسئولون ) فإنما هو{[33177]} سؤال توبيخ ، وتقرير ، لا سؤال استخبار{[33178]} .
وقوله : { لا ينطقون } بحجة تجب لهم ، وإنما يتكلمون بذنوبهم ، ويلوم بعضهم بعضا بعد أن ينطلق لهم الكلام ، فكلامهم بإذنه تعالى في لوم{[33179]} بعضهم بعضا ، لا في حجة{[33180]} يقيمونها لأنفسهم .
{ فمنهم شقي وسعيد }[ 105 ] : أي : فمن هذه النفوس التي لا تتكلم إلا بإذن الله ، سبحانه ، شقي وسعيد .
وذكر ابن الأنباري أنه قد قيل : إن الضمير لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، خاصة : أي : فمن هذه الأمة يا محمد شقي ، وسعيد
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.