{ يَوْمَ يَأْتِ } أي حين يأتي ذلك اليومُ المؤخَّرُ بانقضاء أجلِه كقوله تعالى : { أَوْ تَأْتِيَهُمُ الساعة } [ يوسف ، الآية 107 ] وقيل : يومَ يأتي الجزاءُ الواقعُ فيه ، وقيل : أي الله عز وجل فإن المقام مقامُ تفخيمِ شأنِ اليوم وقرىء بإثبات الياء على الأصل { لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ } أي لا تتكلم بما ينفع وينجّي من جواب أو شفاعةٍ ، وهو العاملُ في الظرف أو الانتهاء المحذوفِ في قوله تعالى : { إِلاَّ لأجل معْدُودٍ } أي ينتهي الأجل يوم يأتي أو المضمر المعهود أعني أذكر { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } عز سلطانه في التكلم كقوله تعالى : { لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن } [ النبأ ، الآية 38 ] وهذا في موطن من مواطنِ ذلك اليومِ وقولُه عز وجل : { هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات ، الآية 35 ] في موقف آخرَ من مواقفه كما أن قولَه سبحانه : { يَوْمَ تَأْتِى كُلُّ نَفْسٍ تجادل عَن نفْسِهَا } [ النحل ، الآية 111 ] في آخرَ منها أو المأذونُ فيه الجواباتُ الحقةُ والممنوعُ عنه الأعذار الباطلةُ ، نعم قد يُؤذن فيها أيضاً لإظهار بطلانِها كما في قول الكفرة : { والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام ، الآية 23 ] ونظائرِه { فَمِنْهُمْ شقي } وجبت له النارُ بموجب الوعيد { وَسَعِيدٌ } أي ومنهم سعيدٌ ، حُذف الخبرُ لِدلالة الأولِ عليه وهو من وجبت له الجنةُ بمقتضى الوعد ، والضميرُ لأهل الموقفِ المدلولِ عليهم بقوله : { لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ } [ البقرة ، الآية 233 ] أو للناس ، وتقديمُ الشقيِّ على السعيد لأن المقامَ مقامُ التحذير والإنذار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.