وقوله : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ . . . }
وقُرْح . وأكثر القرّاء على فتح القاف . وقد قرأ أصحاب عبد الله : قُرْح ، وكأنّ القُرْح ألم الجراحات ، وكأنّ القَرْح الجراح بأعيانها . وهو في ذاته مثل قوله : { أَسْكِنُوهنَّ مِن حَيْثُ سَكَنْتُم مِن وُجْدِكُم } ووَجْدكُم { والّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَّ جُهْدَهُمْ } وجَهْدهم ، و { لاَ يُكَلّفُ اللهُ نَفْساً إِلا وُسْعَها } [ ووَسْعها ] .
وقوله : { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ } يعلم المؤمن من غيره ، والصابر من غيره . وهذا في مذهب أي ومَنْ ؛ كما قال : { لِنَعْلَمَ أي الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى } فإذا جعلت مكان أي أو مَن الذي أو ألفا ولاما نصبت بما يقع عليه ؛ كما قال الله تبارك : { فَلَيَعْلَمَنّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الكّاذِبِين } وجاز ذلك لأن في " الذي " وفي الألف واللام تأويل مَنْ وأيّ ؛ إذ كانا في معنى انفصال من الفعل .
فإذا وضعت مكانهما اسما لا فعل فيه لم يحتمل هذا المعنى . فلا يجوز أن تقول : قد سألت فعلمت عبد الله ، إلا أن تريد علمت ما هو . ولو جعلت مع عبد الله اسما فيه دلالة على أي جاز ذلك ؛ كقولك : إنما سألت لأعلم عبد الله مِن زيد ، أي لأعرِف ذا مِن ذا . وقول الله تبارك وتعالى : { لم تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ } يكون : لم تعلموا مكانهم ، ويكون لم تعلموا ما هم أكفار أم مسلمون . والله أعلم بتأويله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.