التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (140)

قوله تعالى{ إن يمسسكم قرح فقد مس قوم قرح مثله }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله }المراد بالقرح الذي مس المسلمين هو ما أصابهم يوم أحد من القتل والجراح كما أشار له تعالى في هذه السورة الكريمة في مواضع متعددة كقوله{ ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون }وقوله{ ويتخذ منكم شهداء }الآية . وقوله : { حتى إذا فشلتم وتنازعتم في المر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم } ، وقوله : { إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم } ، ونحو ذلك من الآيات . وأما المراد بالقرح الذي مس القوم المشركين ، فيحتمل انه هو ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر ، وعليه فإليه الإشارة بقوله : { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان . ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب } ، ويحتمل أيضا انه هزيمة المشركين اولا يوم احد كما سيأتي قريبا عن شاء الله تعالى وقد أشار إلى القرحين معا بقوله : { أو لما أصابكم مصيبة قد أصبتم مثليها } .

أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله : { إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله } قال : جراح وقتل .

قوله تعالى : { وتلك الأيام نداولها بين الناس }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { وتلك الأيام نداولها بين الناس }إنه والله لولا الدول ما أوذي المؤمنون ، لكن يدال للكافر من المؤمن ، ويبتلى المؤمن بالكافر ، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ، ويعلم الصادق من الكاذب .

قوله تعالى : { وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء } ، فكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم ، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لهل طاعة الله .