تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (140)

{ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله } قال قتادة : القرح : الجراح ، وذلك يوم أحد ، فشا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والجراحة ، فأخبرهم الله أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل ما أصابكم ، وأن الذي أصابكم عقوبة ، وتفسير تلك العقوبة بعد هذا الموضع . قال محمد : يقال قرح وقرح ، وقد قرئ بهما{[223]} ، والقرح بالضم : ألم الجراح ، والقرح بالفتح : الجراح{[224]} .

{ وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء } قال قتادة : لولا أن الله جعلها دولا ما أوذي المؤمنون ، ولكن قد يدال الكافر من المؤمن ، ويدال المؤمن من الكافر ، ليعلم الله من يطيعه ، ممن يعصيه ، وهذا علم الفعال .


[223]:فبالضم قرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر، عن عاصم، وقرأ الباقون بالفتح. انظر: السبعة (216)، النشر (2/242).
[224]:هو قول الفراء، وسوى بينهما الأخفش والنحاس، انظر: معاني القرآن للفراء (1/234) معاني القرآن للأخفش (215).