قال تعالى ، تسليةً للمؤمنين : { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القوم قَرْحٌ مّثْلُهُ } ، والأُسْوَةُ مسلاة للبَشَر ، ومنه قول الخَنْسَاء : [ الوافر ]
وَلَوْلاَ كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلِي *** على إخْوَانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسِي
وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي وَلَكِن *** أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأَسِّي
والقَرْح : القَتْل والجِرَاحْ ، قاله مجاهدٌ وغيره .
وقوله تعالى : { وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس } ، أخبر سبحانه على جهة التسلية ، أنَّ الأيام على قديم الدهر وغابِرِه أيضاً إنما جعلَهَا دُولاً بيْنَ البَشَر ، أي : فلا تُنْكِرُوا أنْ يدَالَ عليكم الكفَّار .
وقوله تعالى : { وَلِيَعْلَمَ الله الذين ءامَنُواْ }[ آل عمران :140 ] .
تقديره : وليَعْلَم اللَّهُ الذين آمنوا فعل ذلك ، والمعنى : ليظهر في الوجود إيمانُ الذين قَدْ علم اللَّه أزلاً أنهم يؤمنون ، وإلاَّ فقد علمهم في الأزَلِ ، { وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ } : معناه أهْل فَوْز في سَبِيلِهِ ، حسْبما وَرَدَ في " فضائلِ الشهداءِ " ، وذَهَب كثيرٌ من العلماء إلى التَّعْبير عن إدَالَةِ المؤمنين بالنَّصْر ، وعن إدالة الكُفّار بالإدالة ، ورُوِيَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك حديثٌ ( أنَّهُمْ يُدَالُونَ ، كَمَا تُنْصَرُونَ ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.