معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

وقوله : { لِّيَرْبُوَ39 } قرأها عاصم والأعمش ويحيَى بن وَثَّابٍ باليَاء ونصْب الواو . وقرأها أهل الحجاز { لِتُرْبُوَ } أنتم . وكلّ صواب ومن قرأ { ليَرْبوَ } كان الفِعل للربا . ومن قال { لتُرْبُوا } فالفعْل للقوم الذين خُوطبُوا . دَلّ على نصبه سُقوطُ النُّون . ومعناه يقول : وما أعطيتم من شيء لتأخذوا أكثر منْهُ فَلَيسَ ذلكَ بزاكٍ عند الله { وَما آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ } بها { وَجْهَ اللَّهِ } فتلك تَرْبو للتضعيف .

وقوله : { هُمُ الْمُضْعِفُونَ } أهل للمضاعفة ؛ كما تقول العرب أصبحتم مُسْمِنينَ مُعْطِشين إذا عطِشت إليهم أو سَمنت . وسمع الكسائي العرب تقول : أصْبحتَ مُقْوياً أي إبلك قويَّة ، وأصبحتَ مُضعفاً أي إبلكَ ضعاف تريد ضعيفة من الضُّعف .