التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

قوله : { وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ } المراد بذلك : ما يعطيه الناس بعضهم لبعض غير مبتغين بذلك وجه الله ، وإنما يبتغون أن يُعطوا أكثر مما قدموا . ومثال ذلك : الهدية يغدقها المرء على غيره وهو يريد أن يُعطى هدية أكبر منها فلذلك لا إثم فيه على المعطي ولكن لا أجر له . وعلى هذا فإن الربا ، قسمان : ربا حلال ، وربا حرام . فأما الحلال : فهو الذي يُهدي يلتمس به المُهدي ما هو أفضل منه . وليس في ذلك أجر ولا وزر . وأما الربا الحرام فهو ما كان من ربا في البيع .

قوله : { وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } أي ما أعطيتم من صدقة ، واجبة كانت أو تطوعا ، تبتغون بها وجه الله ورضاه { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } أي ذلك الذي يقبله الله عز وعلا ويضاعف من أجله الأجر والحسنات أضعافا كثيرة .