قوله تعالى : { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً } . قرأ ابن كثير ( آتَيْتُمْ ) مقصور غير ممدود { لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ } . قرأ الحسن وعكرمة وأهل المدينة بضمّ التاء وجزم الواو وعلى الخطاب أي لتربوا أنتم ، وهي قراءة ابن عبّاس واختيار يعقوب وأيّوب وأبي حاتم .
وقرأ الآخرون ( لِّيَرْبُوَ ) بياء مفتوحة ونصب الواو وجعلوا الفعل للربا . واختاره أبو عبيد لقوله : { فَلاَ يَرْبُو عِندَ اللَّهِ } ولم يقل فلا يربى . واختلف المفسِّرون في معنى الآية . فقال سعيد ابن جبير ومجاهد وطاووس وقتاده والضحاك : هو الرجل يعطي الرجل العطية ويهدي الهدية ليثاب أكثر منها ، فهذا رباً حلال ليس فيه أجر ولا وزر ، وهذا للناس عامّة ، فأمّا النبيّ صلى الله عليه وسلم خاصّة فكان هذا عليه حراماً لقوله عزّ وجلّ { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [ المدثر : 6 ] . وقال الشعبي : هو الرجل يلزق بالرجل فيحف له ويخدمه ويسافر معه فيجعل له ربح ماله ليجزيه وإنّما أعطاه التماس عونه ولم يرد به وجه الله . وقال النخعي : هذا في الرجل يقول للرجل : لأمولنّك فيعطيه مراعاةً ، وكان الرجل في الجاهلية يعطي ذا القرابة له المال ليكثر ماله ، وهي رواية أبي حسين عن ابن عبّاس . وقال السدي : نزلت في ثقيف كانوا يعطون الربا .
{ فَلاَ يَرْبُو } يزكو { عِندَ اللَّهِ } لأنّه لم يرد به وجه الله . { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } قال قتادة : هذا الذي يقبله الله يضاعفه له عشر أمثالها وأكثر من ذلك . ومعنى قوله : ( المضعفون ) . أهل التضعيف . كقول العرب : أصبحتم مسمنين ، إذا سمنت إبلهم ، ومعطشين إذا عطشت . ورجل مقو إذا كانت إبله قويّة ، ومضعف إذا كانت ضعيفة ، ومنه الخبيث المخبِّث أي أصحابه خبّثاً .
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.