ثم قال تعالى : { وما آتيتم من ربا لتربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله } أي : وما أعطى بعضهم بعضا ليرد الآخذ على المعطي أكثر مما أخذ منه فلا أجر فيه للمعطي لأنه لم يبتغ في إعطائه ثواب الله ، إنما ابتغى الازدياد من مال الآخذ ، فذلك حلال لكم ولا أجر لكم فيه{[54786]} .
وهو محرم على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بقوله تعالى { ولا تمنن تستكثر }{[54787]} أي : لا تعط عطية لتأخذ أكثر منها{[54788]} .
قال ابن عباس : هو الرجل يهدي الهدية فيطلب ما هو أفضل منها{[54789]} .
فليس له أجر ولا عليه إثم ، وهو معنى قول مجاهد{[54790]} والضحاك{[54791]} وقتادة{[54792]} .
وقيل : هو الرجل يعطي الرجل العطية ليخدمه ويعينه لا لطلب أجر{[54793]} .
وقيل : هو الرجل يعطي الرجل ماله ليكثر مال الآخذ لا للثواب{[54794]} .
وقيل : هو الربا المحرم{[54795]} .
ومعنى : { فلا تقربوا عند الله } عند من قال : هو المحرم ، لا يحكم به لأحد ، بل هو للمأخوذ منه .
قال تعالى : { وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المصعفون } أي : وماأعطيتم من صدقة تريدون بها ثواب الله لا الازدياد من مال الآخذ ولا الثناء عليها فأولئك الذين يكون لهم الأضعاف من الأجر ، يضاعف لهم الحسنات .
وقيل : المعنى يضاعف لهم الخير والنعيم{[54796]} .
ويلزم من قال هذا التفسير أن يكون اللفظ : { المصعفون } بفتح العين لأنهم مفعول بهم . لكن تحقيق المعنى مع كسر العين : فأولئك هم الذين أضعفوا لأنفسهم حسناتهم ، أي : هم المضعفون لأنفسهم الحسنات ، لأن من اختار عمل الحسنة فقد اختار عمل عشر حسنات لنفسه ، ويضاعف الله لمن يشاء أكثر من عشر على الحسنة الواحدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.