إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن رِّبٗا لِّيَرۡبُوَاْ فِيٓ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ فَلَا يَرۡبُواْ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَآ ءَاتَيۡتُم مِّن زَكَوٰةٖ تُرِيدُونَ وَجۡهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ} (39)

{ وَمَا آتَيْتُمْ مّن رِباً } زيادةٌ خاليةٌ عن العوضِ عند المعاملةِ وقرئ أتيتُم بالقصرِ أي غشيتمُوه أو رهقتمُوه من إعطاءِ رباً { لّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ الناس } ليزيدَ ويزكو في أموالِهم { فَلاَ يَرْبُواْ عَندَ الله } أي لا يُبارك فيه وقرئ لتربُوا أي لتزيدُوا أو لتصيرُوا ذوي رِبا { وَمَا آتَيْتُمْ مّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله } أي تبتغُون به وجهَه تعالى خالِصاً { فَأُوْلَئِكَ هُمُ المضعفون } أي ذُوو الأضعافِ من الثَّوابِ ونظيرُ المُضْعف المُقْوى والموسر لذي القوة واليسارِ أو الذين ضعّفوا ثوابَهم وأموالَهم بالبركةِ . وقرئ بفتحِ العينِ ، وفي تغييرِ النَّظمِ الكريمِ والالتفاتِ من الجَزَالةِ ما لا يَخْفى .