معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَـٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا} (13)

وقوله : { لاَ مَقَامَ لَكُمْ 13 } قراءة العَوامّ بفتح الميم ؛ إلا أبا عبد الرحمن فإنه ضَمَّ الميم فقال ( لاَ مُقَامَ لَكُمْ ) فمن قال { لا مَقامَ } فكأنه أراد : لا موضع قيامٍ . ومن قرأ { لا مُقامَ } كأنه أراد : لا إقامة لكم ( فَارْجِعُواْ ) .

كلّ القراء الذين نعرف على تسكين الواو ( عَوْرَةٌ ) وذُكر عن بعض القراء أَنه قَرأ ( عَوِرة ) على ميزان فَعِلة وهو وجه . والعرب تقول : قد أَعور منزلُك إذا بدت منه عَوْرة ، وأَعور الفارسُ إذا كان فيه موضع خَلَل للضرب . وأنشدني أبو ثَرْوانَ .

لَهُ الشَّدَّةُ الأُولى إذا القِرنُ أَعورَا *** . . .

يعنى الأسد . وإنما أرادوا بقولهم : إن بيوتنا عورة أي مُمْكِنة للسُرَّاق لخلوتها من الرجال . فأكذبهم الله ، فقال : ليست بِعورة .