الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَـٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا} (13)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإذ قالت طائفة منهم } قال : من المنافقين .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن المبارك عن هارون بن موسى قال : أمرت رجلاً فسأل الحسن رضي الله عنه { لا مُقام لكم } أو { لا مَقام لكم } قال : كلتاهما عربية قال ابن المبارك رضي الله عنه : المقام : المنزل حيث هو قائم . والمقام : الإقامة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { لا مقام لكم } قال : لا مقاتل لكم ههنا ، ففروا ودعوا هذا الرجل .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { لا مقام لكم فارجعوا } فروا ودعوا محمداً صلى الله عليه وسلم .

وأخرج مالك وأحمد وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أمرت بقرية تأكل القرى يقولون : يثرب . وهي المدينة . تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديدة » .

وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله ، هي طابة . هي طابة . هي طابة » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تدعونها يثرب ، فإنها طيبة يعني المدينة ، ومن قال : يثرب ، فليستغفر الله ثلاث مرات . هي طيبة . هي طيبة . هي طيبة » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا } قال : إلى المدينة عن قتال أبي سفيان { ويستأذن فريق منهم النبي } قال : جاءه رجلان من الأنصار ومن بني حارثة ، أحدهما يدعى أبا عرابة بن أوس ، والآخر يدعى أوس بن قيظي ، فقالا : يا رسول الله { إن بيوتنا عورة } يعنون أنها ذليلة الحيطان ، وهي في أقصى المدينة ، ونحن نخاف السرق فائذن لنا فقال الله { ما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً } .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله { ويستأذن فريق منهم النبي } قال : هم بنو حارثة قالوا : بيوتنا مخلية نخشى عليها السرق .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : إن الذين قالوا بيوتنا عورة يوم الخندق : بنو حارثة بن الحارث .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن بيوتنا عورة } نخاف عليها السرق .