قوله : { ص وَالْقُرْآنِ } جَزَمَها القراء ، إلاّ الحَسَن فإنه خفضَها بلاَ نون لاجتماع السَّاكنين . كانت بمنزلة مَنْ قرأ { نُونَ والقلم } و { ياسينَ والقرآنِ الحَكيم } جُعلت بمنزلة الأداة كقولِ العرب : تركته ( حاثِ باث ) و ( خَازِ بازِ ) يُخفضان ؛ لأن الذي يلي آخر الحرف ألِف . فالخفض مع الألف ، والنصبُ مع غير الألِف . يقولون : تركته حَيْثَ بَيْثَ ، ولأجعلنّك حَيْصَ بَيْصَ إذا ضُيّق عَلَيْهِ .
لم يَلتحِصني حَيْصَ بَيْصَ الحاصي *** . . .
يريد الحائص فقلبَ كَما قَالَ : ( عاقِ ) يريد : عائق .
و ص في معناها كقولكَ : وجبَ والله ، ونزل والله ، وحقّ والله . فهي جواب لقوله { والقرآن } كَما تقول : نزلَ والله . وقد زعم قوم أنّ جَوَاب { والقرآن } { إنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تخاصُمُ أَهْلِ النارِ } وذلك كلام قد تأخّر تأخُّراً كثيراً عن قوله { والقرآن } جرت بينهما قِصص مختلِفة ، فلا نَجد ذلكَ مُستقيما في العربيَّة والله أعلم .
ويقال : إن قوله { وَالقرآنِ } يمين اعترض كلام دون مَوقع جوابها ، فصَار جوابها جواباً للمعترِض ولها ، فكأنه أراد : والقرآن ذي الذكر لكَمْ أهلكنا ، فلما اعترض قوله : { بل الذين كَفَرُوا في عِزَّة وشقاق } : صارت ( كم ) جَوَاباً للعزَّة ولليمين . ومثله قوله { والشَمسِ وضُحاها } اعْترض دون الجواب قولُه { ونَفْسٍ وما سَوَّاها فألْهَمها } فصَارت { قد أفلح } تابعةً لقوله { فألهمها } وكفي من جَواب القسم ، وكأنه كان : والشمس وضحاها لقد أفلح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.