وقوله : { خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها } : يقول القائل : كيف قال : { خَلَقَكُمْ } لبنى آدم . ثم قال : { ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها } والزوج مخلوق قبل الوَلد ؟ ففي ذلكَ وجهان من العربيّة :
أحدهما : أن العرب إذا أخبرت عن رَجل بفعلين رَدّوا الآخر بِثُمَّ إذا كان هو الآخر في المعْنى . وربّما جَعَلوا ( ثُمَّ ) فيما معناه التقديم وَيَجْعَلون ( ثم ) من خبر المتكلّم . من ذلكَ أن تقول : قد بلغني ما صنعت يَومك هذا ، ثمّ ما صَنعت أمس أعجبُ . فهذا نَسَق من خبر المتكلّم . وَتقول : قد أعطيتكَ اليوم شيئاً ، ثم الذي أعطيتك أمس أكثر ، فهذا من ذلكَ .
وَالوجه الآخر : أن تجعل خَلْقَه الزوج مردوداً على ( وَاحدة ) كأنه قال : خلقكم من نفسٍ وَحدها ، ثمّ جَعَل منها زوجها . ففي ( وَاحدةٍ ) مَعْنى خَلْقها وَاحدة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.