الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ} (6)

{ خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ } وأنشأ { وَأَنزَلَ لَكُمْ } وقال بعض أهل المعاني : جعلنا لكم نزلاً ورزقاً .

{ مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } أصناف وأفراد ، تفسيرها في سورة الأنعام { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } نطفة ثم علقة ثم مضغة ، كما قال : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } [ نوح : 14 ] . وقال ابن زيد : معناه يخلقكم في بطون أُمهاتكم من بعد الخلق الأول الذي خلقكم في ظهر آدم .

{ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } يعني البطن والرحم والمشيمة { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } عن عبادته إلى عبادة غيره