معاني القرآن للفراء - الفراء  
{لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (95)

وقوله : { لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ }

يرفع ( غير ) لتكون كالنعت للقاعدين ؛ كما قال : { صِراطَ الذين أنعمت عليهم غيرِ المغضوب } وكما قال { أوِ التابِعِين غيرِ أولِى الإرْبةِ مِن الرجالِ } وقد ذكِر أن ( غير ) نزلت بعد أن ذكر فضل المجاهد على القاعد ، فكان الوجه فيه الاستثناء والنصب . إلا أنّ اقتران ( غير ) بالقاعدين يكاد يوجب الرفع ؛ لأن الاستثناء ينبغي أن يكون بعد التمام . فتقول في الكلام : لا يستوي المحسنون والمسيئون إلا فلانا وفلانا . وقد يكون نصبا على أنه حال كما قال : { أُحِلَّتْ لكم بهيمةُ الأنعامِ إلا ما يُتْلَى عليكم غيرَ مُحِلِّى الصيدِ } ولو قرئت خفضا لكان وجها : تجعل من صفة المؤمنين .