التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (95)

قوله تعالى : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله ) ذكر في هذه الآية الكريمة أنه فضل المجاهدين في سبيل الله بأموالهم على القاعدين درجة وأجرا عظيما ، و لم يتعرض لتفضيل بعض المجاهدين على بعض ، ولكنه بين في موضع آخر وهو قوله ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ) وقوله في هذه الآية الكريمة ( غير أولي الضرر ) يفهم من مفهوم مخالفته أن من خلفه العذر إذا كانت نيته صالحة يحصل على ثواب المجاهد .

قال البخاري : حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد ، فأقبلت حتى جلست إلى جنبه ، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ) فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي قال : يا رسول الله ، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت -وكان أعمى- فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي ، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي . ثم سري عنه فأنزل الله ( غير أولى الضرر ) .

( الصحيح 8/108ح4592- ك التفسير ، سورة النساء ، ب ( الآية ) ، ( صحيح مسلم 3/1508-ك الإمارة ، ب سقوط فرض الجهاد عن المعذورين ) .

قال البخاري : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد - هو ابن زيد- عن حميد عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة فقال : »إن أقواما بالمدينة خلفنا ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا فيه ، حبسهم العذر " .

وقال موسى : حدثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه : قال النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبد الله : الأول أصح .

( الصحيح 6/55 ح2839 - ك الجهاد والسير ، ب من حبسه العذر عن الغزو ) ، ( صحيح مسلم 3/1518 ح 1911 – ك الإمارة ، ب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر نحوه ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ( أولي الضرر ) أهل العذر .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : ( وكلا وعد الله الحسنى ) وهي الجنة ، والله يؤتي كل ذي فضل فضله .