تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (95)

{ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم } .

يحيى : عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } ولم يذكر الضرر { والمجاهدون في سبيل الله } جاء ابن أم مكتوم إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم فقال أنا كما ترى وكان أعمى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادعوا لي زيدا وليأت باللوح أو الكتف " ، فأنزل الله : { غير أولي الضرر }{[279]} .

قال محمد : القراءة { غير } بالفتح ، على معنى الاستثناء{[280]} .

{ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى } يعني الجنة ، وهذه نزلت بعدما صار الجهاد تطوعا . قال { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } .


[279]:أخرجه الطبري (6/53، ح 2831) مسلم (3/1508، ح 1898).
[280]:انظر: الدر المصون (2/417).