معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ} (38)

وقوله : { وَما مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ . . . }

( الطائر ) مخفوض . ورفعه جائز ( كما تقول : ماعندي من ) رجل ولا امرأةٍ ، وامرأةٌ ؛ من رفع قال : ما عندي من رجلٍ ولا عندي امرأة . وكذلك قوله : { وما يعزُبُ عن ربِّك مِن مِثقالِ ذرةٍ } ثم قال { ولا أصغرَ مِن ذلك ، ولا أَصغرُ ، ولا أَكبرَ ، ولا أَكبرُ } إذا نصبت ( أصغر ) فهو في نيَّة خفض ، ومَن رفع ردّه على المعنى .

وأَما قوله { وَلاَ طَائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ } فإنّ الطائر لا يطير إلا بجناحيه . وهو في الكلام بمنزلة قوله { له تِسع وتسعون نعجة [ ولى نعجة ] أنثى } ، وكقولك للرجل : كلَّمته بفي ، ومشيت إليه على رِجْلَيّ ، إبلاغا في الكلام .

يقال : إنّ كل صنف من البهائم أمّة ، والعرب تقول صِنْف [ وصَنْف ] .

{ ثم إِلى ربِّهِم يحشرون } حَشْرها : موتها ، ثم تحشر مع الناس فيقال لها : كوني ترابا . وعند ذلك يتمنّى الكافر أنه كان ترابا مِثلها .