قوله تعالى : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } فذكر الجناحين للتأكيد لأنه يقال : طار في الأمر إذا أسرع فيه ، فإذا ذكر الجناحين صار تأكيداً له . وقرأ بعضهم { وَلاَ طَائِرٍ } بالضم لأن معناه : وما دابةٌ في الأرض ولا طائرٌ لأن { مِنْ } زيادة ، فيكون الطائر عطفاً ورفعاً وهي قراءة شاذة .
ثم قال : { إِلاَّ أُمَمٌ أمثالكم } في الخلق ، والموت ، والبعث ، تعرف بأسمائهم { مَّا فَرَّطْنَا } يقول : ما تركنا { فِي الكتاب مِن شَيْء } يعني : في اللوح المحفوظ مما يحتاج إليه الخلق إلا قد بيّناه . ويقال : في القرآن قد بيّن كل شيء يحتاج إليه { ثُمَّ إلى رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ } يعني : الدواب والطير { يُحْشَرُونَ } ثم يصيرون تراباً .
وروى جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : يَحْشُرُ الله تعالى الخلق كلهم يوم القيامة والبهائم والدواب والطيور وكل شيء ، فيبلغ من عدله أن يأخذ للجمَّاء من القرناء ، ثم يقول : كوني تراباً . وعن أبي ذر قال : انتطحت شاتان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « يا أبَا ذَرَ هَلْ تَدْرِي فِيمَا انْتَطَحَتَا » ؟ قلت : لا قال : « لكن الله تَعَالَى يَدْرِي فَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا » وقال بعضهم : هذا على وجه المثل لأنه لا يجري عليهم القلم فلا يجوز أن يؤاخذوا به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.