تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ} (38)

الدابة : كل ما يدب على الأرض من الحيوان .

الطائر : كل ذي جناح .

الأمم : واحدها أُمة : وهي كل جماعة يجمعهم أمر واحد ، كزمان أو مكان ، أو صفات أو مصالح .

التفريط : التقصير .

الكتاب : اللوح المحفوظ .

يحشرون : يجمعون .

بعد أن بين سبحانه وتعالى أنه قادر على إنزال الآيات إذا رأى من الحكمة والمصلحة إنزالها ، ذكر هنا ما هو كالدليل على ذلك ، فأرشد إلى عموم قدرته وشمول علمه وتدبيره في ما أوجد من مخلوقات على الأرض ، أو في الفضاء .

إن أقوى دليلٍ على قدرة الله وحكمته ، أنه خلَق كل شيء ، وليس من حيوان يدب في ظاهر الأرض وباطنها ، أو طائر يسبح في الهواء ، إلا خلقها الله جماعات تماثلكم أيها البشَر ، وجعل لها خصائصها ومميزاتها ونظام حياتها . إنه لم يترك في الكتاب المحفوظ شيئاً إلا ذكره . وإن كانوا قد كذّبوا ، فسوف يُحشرون مع كل الأمم للحساب يوم القيامة .