معاني القرآن للفراء - الفراء  
{سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ} (16)

وقوله : { سَنَسِمُهُ على الْخُرْطُومِ } .

أي : سنسمه سِمَة أهل النار ، أي سنسوّد وجهه ، فهو وإن كان الخرطوم قد خص بالسمة ، فإِنه في مذهب الوجه ؛ لأن بعض الوجه يؤدّي عن بعض .

والعرب تقول : أما والله لأسمنّك وسما لا يفارقك . تريد : الأنفَ ، وأنشدني بعضهم :

لأعْلِطَنَّكَ وسْما لا يفارقه *** كما يُحَزّ بِحُمىَّ المِيسمِ البَحرُ

فقال : الميسم ولم يذكر الأنف ، لأنه موضع السمة ، والبحر : البعير إذا أصابه البَحَر ، هو داء يأخذ البعير فيوسم لذلك .