فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ} (16)

{ سَنَسِمُهُ عَلَى الخرطوم } أي سنسمه بالكيّ على خرطومه . قال أبو عبيدة وأبو زيد والمبرد : الخرطوم الأنف . قال مقاتل : سنسمه بالسواد على الأنف ، وذلك أنه يسود وجهه قبل دخول النار . قال الفراء : والخرطوم وإن كان قد خصّ بالسمة فإنه في مذهب الوجه ، لأن بعض الوجه يؤدي عن بعض . قال الزجاج : سيجعل له في الآخرة العلم الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم . وقال قتادة : سنلحق به شيئًا لا يفارقه ، واختار هذا ابن قتيبة ، قال : والعرب تقول : قد وسمه ميسم سوء يريدون ألصق به عاراً لا يفارقه ، فالمعنى : أن الله ألحق به عاراً لا يفارقه كالوسم على الخرطوم ، وقيل : معنى { سَنَسِمُهُ } : سنحطمه بالسيف . وقال النضر بن شميل : المعنى سنحدّه على شرب الخمر ، وقد يسمى الخمر بالخرطوم ، ومنه قول الشاعر :

تظل يومك في لهو وفي طرب *** وأنت بالليل شرّاب الخراطيم

/خ16