{ سنسمه على الخرطوم } أي الأنف ، وفيه استخفاف به من جهة الوسم ، ومن جهة التعبير عن أنف الآدمي بالخرطوم ، الذي هو أنف الحيوانات المنكرة كالخنزير والفيل ، كما لو عبر عن شفاه الناس بالمشافر ، وعن أيديهم وأرجلهم بالأظلاف والحوافر ، ثم الأنف أكرم موضع من الوجه ، ولهذا قيل : الجمال في الأنف ، وله التقدم ، ولذلك جعلوه مكان العز والحمية ، واشتقوا منه الأنفة . وقالوا : في الذليل " جدع أنفه ورغم أنفه " والوسم في الأنف إهانة فوق إهانة . ومتى هذا الوسم ؟ منهم من قال في الدنيا ، فعن ابن عباس خطم يوم بدر بالسيف فبقيت سمته على خرطومه . وعن النضر بن شميل : الخرطوم الخمر ، أي سنسمه على شربها . وسمي الخمر خرطوماً كما قيل لها السلافة ، وهو ما سلف عن عصير العنب ، أو لأنها تطير في الخياشيم وتؤثر فيها . ومنهم من قال في الآخرة ، نعلمه ، فعبر عن سواد الوجه كله بسواد الخرطوم . ومنهم من قال في الدارين ، أي سنشهره بهذه السمة ، وهي أنّه { حلاف } إلى { زنيم } فلا يخفى كما لا تخفى السمة على الخرطوم . ولا شك أن هذه الأوصاف الذميمة وتبعاتها ، بقيت في حق الوليد بن المغيرة في الدنيا والآخرة ، كالوسم على الأنف والوسم على الجبهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.