الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَۗ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (10)

قوله : { ولقد مكناكم في الأرض }[ 12 ] .

لام { لقد{[23001]} } لام توكيد .

روى خارجة{[23002]} عن نافع أنه قرأ : { معايش{[23003]} }[ 12 ] ، بالمد والهمز ، وكذلك روي عن عبد الرحمن الأعرج{[23004]}- ولا يجوز ذلك عند جماعة النحويين{[23005]} ، لأن الياء أصلية{[23006]} ، وإنما تهمز الزائدة{[23007]} . وروى الأصبهاني{[23008]} عن أصحابه عن ورش : { معايش{[23009]} } الياء ساكنة{[23010]}- وهو غلط{[23011]} ؛ لأنها غر " مفاعل " والميم زائدة ؛ لأنها من{[23012]} " العيش " {[23013]} .

ومعنى الآية : ولقد جعلنا لكم في الأرض قرارا ومهادا ، وجعلنا لكم فيها { معايش{[23014]} } أي : ما تعيشون به{[23015]} .

وقيل المعنى : وجعلنا ( لكم ) فيها ما تتوصلون به إلى المعيشة{[23016]} . شكرا قليلا تشكرون{[23017]} على هذه النعم{[23018]} .

و{ معايش } وقف{[23019]} .


[23001]:في ج: لام قد.
[23002]:هو: خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي، أبو الحجاج الخرساني السرخسي. أخذ القراءة عن نافع، وأبي عمرو، وله شذوذ كثير عنهما. توفي سنة 168هـ. انظر: غاية النهاية 1/268، وتهذيب التهذيب 1/512.
[23003]:في المبسوط في القراءات العشر 207: "قيل: فأما نافع فهو غلط عليه، لأن الرواة الثقات كلهم على خلاف ذلك" وفي: الدر المصون 3/238: "هذه القراءة لم ينفرد بها نافع، بل قرأها جماعة جلة معه،...".
[23004]:هو: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أبو داود المدني، تابعي جليل. أخذ القراءة عرضا عن أبي هريرة وابن عباس، رضي الله عنهما. توفي سنة 117هـ. انظر: معرفة القراء الكبار 1/77، وغاية النهاية 1/381، وتهذيب التهذيب 2/262.
[23005]:في معاني القرآن للزجاج 2/320: "وجميع النحويين البصريين يزعمون أن همزها خطأ،...".
[23006]:لأنها عين الكلمة.
[23007]:في الأصل: "وإنما الهمز الزائدة"، وهو تصحيف، والتصويب من ج، والبحر المحيط: 4/271. وقولته: "وإنما تهمز الزائدة" يقصد الياء الزائدة: "مثل مدينة ومدائن، وصحيفة وصحائف، وكريمة وكرائم، ووظيفة ووظائف، وشبهه" تفسير القرطبي 7/109. فكل هذه الأمثلة على وزن "فعيلة" فالياء فيها زائدة" فإذا جمعت همزت". جامع البيان 12/316. قال ابن مالك في ألفيته. والمد زيد ثالثا في الواحد *** همزا يرى في مثل كالقلائد ينظر: شرح ابن عقيل 2/549، 550.
[23008]:في ج: الأصفهاني: وهو بفاء، وباء موحدة جميعا.
[23009]:في الأصل: بالمد والهمز، وأثبت ما في ج، لأنه هو المنسجم مع منطوق الرواية.
[23010]:في المحرر الوجيز 2/377: "...وروي عن ورش:"معايش" بإسكان الياء،....، ومن قرأ: "معيش" فعلى التخفيف من: "معائش". "من غير نسبة الرواية إلى الأصبهاني.
[23011]:في كتاب السبعة لابن مجاهد 278: "وروى خارجة عن نافع: "معايش" ممدودة مهموزة. قال أبو بكر: وهو غلط". لأن الياء أصلية كما تقدم، فوزن "معيشة" "مفعلة" وينظر: رد أبي حيان في البحر المحيط4/271، 272 على النحاة الذين خطأوا رواية همز الياء.
[23012]:مشكل إعراب القرآن 1/283.
[23013]:انظر: مشكل إعراب القرآن 1/283، 284، ومعاني القرآن للفراء 1/373، 374، ومعاني القرآن للأخفش 1/230، وجامع البيان 12/316، 317، ومعاني القرآن للزجاج 2/320، 321، وإعراب القراءات السبع وعللها 1/176، والمبسوط في القراءات العشر 207، والمحرر الوجيز 2/377، والبحر المحيط 4/271، والدر المصون 3/237، 238، والتحرير والتنوير8/34.
[23014]:في الأصل: {معايش} بالمد والهمز، وهي قراءة شاذة كما في مختصر شواذ القرآن 48، وحاشية الصاوي على الجلالين 2/57، وضعيفة في القياس كما في البيان في غريب إعراب القرآن 1/355. وأثبت ما اتفق عليه السبعة، لأن "أولى ما قرئ به كتاب الله من الألسن أفصحها وأعرفها، دون أنكرها وأشذها" جامع البيان 12/317.
[23015]:في معاني القرآن للزجاج 2/220: "يحتمل أن يكون ما يعيشون به".
[23016]:في معاني القرآن للزجاج 2/220: "ويمكن أن يكون الوصلة إلى ما يعيشون به"، وانظر: معنى "المعايش" أيضا في: تفسير الماوردي 2/202، وزاد المسير 3/172، وتفسير الخازن 2/74، والبحر المحيط 4/271، وأضواء البيان 2/220.
[23017]:في المحرر الوجيز 2/377: {قليلا} نعت لمصدر محذوف تقديره...شكرا قليلا تشكرون". انظر: مشكل إعراب القرآن 1/281.
[23018]:في جامع البيان 12/316: "وأنتم قليل شكركم على هذه النعم التي أنعمتها عليكم لعبادتكم غيري، واتخاذكم إلها سواي".
[23019]:في ج: وقف حسن وفي: القطع والإئتناف 330: تام. وقيل: كاف. وهو كذلك في: المكتفى 265، والمقصد 143، ومنار الهدى 143.