فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ مَكَّنَّـٰكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَۗ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (10)

قوله : { وَلَقَدْ مكناكم فِي الأرض } أي جعلنا لكم فيها مكاناً وهيأنا لكم فيها أسباب المعايش . والمعايش جمع معيشة ، أي ما يتعايش به من المطعوم والمشروب ، وما تكون به الحياة ، يقال عاش يعيش عيشاً ومعاشاً ومعيشاً . قال الزجاج : المعيشة ما يتوصلون به إلى العيش ، والمعيشة عند الأخفش وكثير من النحويين مفعلة . وقرأ الأعرج «معائش » بالهمز ، وكذا روى خارجة بن مصعب ، عن نافع . قال النحاس : والهمز لحن لا يجوز ، لأن الواحدة معيشة والياء أصلية ، كمدينة ومداين ، وصحيفة وصحايف . قوله : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } الكلام فيه كالكلام فيما تقدّم قريباً من قوله تعالى : { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } .