وقوله : { قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ }
نصبت خالصة على القطع وجعلت الخبر في اللام التي في الذين ، والخالصة ليست بقطع من اللام ، ولكنها قطع من لام أخرى مضمرة . والمعنى - والله أعلم - : قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ؛ يقول : مشتركة ، وهي لهم في الآخرة خالصة . ولو رفعتها كان صوابا ، تردّها على موضع الصفة التي رفعت لأن تلك في موضع رفع . ومثله في الكلام قوله : إنا بخير كثير صيدنا . ومثله قول الله عز وجل { إِن الإنسان خُلِق هَلوعا . إِذا مسّه الشرّ جَزوعا . وإذا مسّه الخير منوعا } . المعنى : خلق هلوعا ، ثم فسر حال الهلوع بلا نصب ؛ لأنه نصب في أوّل الكلام . ولو رفع لجاز ؛ إلا أن رفعه على الاستئناف لأنه ليس معه صفة ترفعه . وإنما نزلت هذه الآية أن قبائل من العرب في الجاهلية كانوا لا يأكلون أيام حجهم إلا القوت ، ولا يأكلون اللحم والدسم ، فكانوا يطوفون بالبيت عراةً ، الرجالُ نهارا والنساء ليلا ، وكانت المرأة تلبس شيئا شبيها بالحَوْف ليواريها بعض المواراة ؛ ولذلك قالت العامرية :
اليوم يبدو بعضه أو كله *** وما بدا منه فلا أُحله
قال المسلمون : يا رسول الله ، نحن أحق بالاجتهاد لربنا ، فأرادوا أن يفعلوا كفعل أهل الجاهلية ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { خذوا زِينتكم عِند كل مسجِدٍ } يعنى اللباس . { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا } حتى يبلغ بكم ذلكم تحريم ما أحللت لكم ، والإسراف ها هنا الغلوّ في الدين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.