النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (32)

قوله عز وجل : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } يعني ستر العورة ردا على تركها من العرب في الطواف .

ويحتمل ثانياً : أن يريد زينتها في اللباس .

ثم قال : { وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } فيه قولان :

أحدهما : أنهم كانوا يحرمون في الإحرام أكل السمن واللبن ، قاله ابن زيد ، والسدي .

والثاني : أنها البَحِيرَة والسائبة التي حرموها على أنفسهم ، قاله الحسن ، وقتادة .

وفي طيبات الرزق قولان :

أحدهما : أنه المستلذ .

والثاني : أنه الحلال .

{ قُلْ هِيَ للَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يعني أن الذين آمنوا في الحياة الدنيا له الطيبات من الرزق يوم القيامة لأنهم في القيامة يختصون بها وفي الدنيا قد يشركهم الكفار فيها .

وفي قوله : { خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وجهان :

أحدهما : خالصة لهم من دون الكفار .

والثاني : خالصة من مضرة أو مأثم .