التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ} (32)

قوله تعالى : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )

وقال البخاري : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثني مالك ، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم يخبرونه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء " .

( الصحيح 10/264ح5783 - ك اللباس ، ب قول الله تعالى ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ) ) ، أخرجه مسلم في ( صحيحه - ك اللباس ح 2085 ، ب تحريم جر الثوب ) .

أخرج الطبري : بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) قال : إن الجاهلية كانوا يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها ، وهو قول الله ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا ) ( سورة يونس : 59 ) وهو هذا ، فأنزل الله : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) هو ما حرم أهل الجاهلية عليهم من أموالهم : البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحام .

وانظر سورة المائدة آية ( 103 ) ففيها بيان هذه التي حرمها أهل الجاهلية .

قوله تعالى ( قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ) يقول : شارك المسلمون الكفار في الطيبات ، فأكلوا من طيبات طعامها ، ولبسوا من خيار ثيابها ، ونكحوا من صالح نسائها ، وخلصوا بها يوم القيامة .