معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَهُوَ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَقَلَّتۡ سَحَابٗا ثِقَالٗا سُقۡنَٰهُ لِبَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَنزَلۡنَا بِهِ ٱلۡمَآءَ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ كَذَٰلِكَ نُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (57)

وقوله : { وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ نَشْراً }

والنَشْر من الرياح : الطيبة اللينة التي تنشيء السحاب . فقرأ بذلك أصحاب عبدالله . وقرأ غيرهم ( بُشْرا ) حدّثنا محمد قال حدّثنا الفرّاء قال حدثني قيس بن الربيع الأسَدىّ عن ابي إسحاق الهَمْداني عن أبى عبد الرحمن السُلَميّ عن على أنه قرأ ( بُشْرا ) يريد بشيرة ، و( بَشْرا ) كقول الله تبارك وتعالى : ( يرسل الرياح مبشِّرات ) .

وقوله : { فَأَنْزَلْنا بِهِ الماء فَأَخْرَجْنا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذلك نُخْرِجُ الْموْتَى } جواب لأنزلنا فأخرجنا به . يقال : إن الناس يموتون وجميع الخلق في النفخة الأولى . وبينها وبين الآخرة أربعون سنة . ويبعث الله المطر فيمطر أربعين يوما كمنىّ الرجال ، فينبتون في قبورهم ؛ كما ينبتون في بطون أمّهاتهم . فذلك قوله : { كَذلك نُخْرِجُ الْموْتَى } كما أخرجنا الثمار من الأرض الميتة .