قوله : { وهو الذي يرسل الرياح نشرا [ بين يدي رحمته ]{[24014]} } ] ، الآية .
من قرأ { نشرا }{[24015]} فهو جمع " نشور " ، كقولك : " صبور " و " صبر " {[24016]} .
والريح النَّشُور : التي تأتي من هنا ومن هنا{[24017]} .
وقيل : { نشرا }{[24018]} مصدر . ومن أسكن الشين فعلى هذا المعنى يكون ، إلا أنه [ أسكن ]{[24019]} ] [ الشين{[24020]} ] استخفافا{[24021]} .
ومن قرأ { نشرا } [ بفتح النون{[24022]} ] ، فهو مصدر نشرت [ الريح{[24023]} ] السحاب وانتشرته{[24024]} نشرا ، كما قال : " والناشرات نشرا{[24025]} " ، فتقديره : وهو الذي يرسل الرياح ناشرة السحاب{[24026]} ، فهو مصدر في موضع الحال{[24027]} .
وقيل{[24028]} : " النشر " : الريح الطيبة اللينة [ التي{[24029]} ] تنشئ السحاب{[24030]} .
ومن قرأ ( بشرا ) بالباء{[24031]} ، فهو جمع بشير ، مخفف ، كرغيف ورغف{[24032]} .
وقيل هو : مصدر{[24033]} ، أي : تبشر بالمطر{[24034]} .
" الهاء " تعود على السحاب ، وهو يؤنث ويذكر{[24035]} ، وكذلك كل شيء بينه وبين واحده " الهاء " {[24036]} .
ومعنى الآية : وربكم{[24037]} الذي خلق السموات والأرض وما ذكر ، { هو الذي يرسل الرياح نشرا{[24038]} } .
" والنشر " من الرياح : الريح الطيبة اللينة التي تنشر السحاب{[24039]} .
ومن قرأ { نشرا } ، بضمتين ، أي : يرسلها تهب من كل ناحية{[24040]} .
ومعنى الكلام : والله الذي يرسل الرياح من كل ناحية { بين يدي رحمته }[ 57 ] . والرحمة : المطر{[24041]} .
{ حتى إذا أقلت سحابا }[ 57 ] .
أي : أقلت الرياح سحابا ، يقال : أقل البعير حمله إذا{[24042]} حمله واستقل به{[24043]} .
{ سقناه } ، أي : سقنا السحاب إلى بلد ميت ، قد أجدب{[24044]} أهله ، وعفّت مزارعه{[24045]} ، { فأخرجنا }[ 57 ] ، بالمطر من الأرض من كل الثمرات{[24046]} .
وقوله : { فأنزلنا به }[ 57 ] . " الهاء " للبلد{[24047]} .
{ فأخرجنا به } . أي : بالماء [ أو بالبلد ]{[24048]} .
{ لعلكم تذكرون }[ 57 ] . أي : لتكونوا على رجاء من التذكر .
وقوله : { كذلك نخرج الموتى }[ 57 ] . أي : كما نحيي هذا البلد الميت بالماء{[24049]} ] ، كذلك نحيي{[24050]} الموتى بعد موتهم{[24051]} .
قال أبو هريرة : إن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى ، مطر عليهم من ماء تحت العرش يدعى " الحيوان " أربعين سنة ، فينبتون كما ينبت الزرع ( بالماء{[24052]} ) . فإذا استكملت أجسادهم نفخ فيهم{[24053]} الروح{[24054]} .
قال ابن مسعود : يرسل الله ماء من تحت العرش كمني الرجال ، وليس من بني آدم خلق في الأرض إلا منه شيء ( قد بقي في الأرض{[24055]} ) فتنبت جسما لهم ولحما لهم من ذلك الماء ، كما تنبت الأرض من المطر . ثم قرأ إلى قوله : { كذلك نخرج{[24056]} الموتى لعلكم تذكرون } .
وروى أبو سعيد الخدري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه " {[24057]} ، فقيل : وما هو يا رسول الله ؟ قال{[24058]} : " مثل حبة خردل{[24059]} منه تنشئون{[24060]} " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.