{ وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح } عطفٌ على الجملة السابقةِ وقرئ الريحَ { بُشْرًا } تخفيف بُشُر جمعُ بشير أو مبشّرات ، وقرئ بفتح الباءِ على أنه مصدرُ بَشَره ، بمعنى باشرات أو للبِشارة ، وقرئ نُشُراً بالنون المضمومة جمع نَشور أي ناشرات ونَشْراً على أنه مصدرٌ في موقع الحال بمعنى ناشرات أو مفعولٌ مطلقٌ ، فإن الإرسالَ والنَّشرَ متقاربان { بَيْنَ يَدَي رَحْمَتِهِ } قُدّامَ رحمتِه التي هي المطرُ فإن الصَّبا{[266]} تُثير السحابَ والشَّمالَ تجمعُه والجَنوبَ تدُرّه والدَّبورَ{[267]} تفرّقه { حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ } أي حملت ، واشتقاقُه من القِلة فإن المُقِلَّ للشيء يستقِلّه { سَحَابًا ثِقَالاً } بالماء ، جَمَعه لأنه بمعنى السحائب { سقناه } أي السحاب ، وإفرادُ الضميرِ لإفراد اللفظ { لِبَلَدٍ مَيّتٍ } أي لأجله ولمنفعته أو لإحيائه أو لسقيه وقرئ ميْتٍ { فَأَنزَلْنَا بِهِ الماء } أي بالبلد أو بالسحاب أو بالسَّوْق أو بالريح ، والتذكيرُ بتأويل المذكور وكذلك قوله تعالى : { فَأَخْرَجْنَا بِهِ } ويحتمل أن يعود الضميرُ إلى الماء وهو الظاهرُ ، وإذا كان للبلد فالباءُ للإلصاق في الأول والظرفية في الثاني وإذا كان لغيره فهي للسببية { مِن كُلّ الثمرات } أي من كل أنواعها ( وألوانها ) { كذلك نُخْرِجُ الموتى } الإشارةُ إلى إخراج الثمراتِ أو إلى إحياء البلدِ الميتِ ، أي كما نحييه بإحداث القوةِ الناميةِ فيه وتطريتِها بأنواعِ النباتِ والثمراتِ نخرج الموتى من الأجداث ونحييها بردّ النفوسِ إلى موادّ أبدانِها بعد جَمعِها وتطريتها بالقُوى والحواسّ { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } بطرح إحدى التاءين أي تتذكرون فتعلمون أن مَنْ قدَرَ على ذلك قدَرَ على هذا من غير شبهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.