الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱللَّهُ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ} (26)

وقرأ زيدُ بنُ عليّ " ويَقْدُر " بضم العين .

قوله " وفَرِحوا " هذا استئنافُ إخبار . وقيل : بل [ هو عطفٌ على صلةِ " الذين " ] قبله . وفيه نظرٌ : من حيث الفصلُ بين أبعاضِ الصلةِ بالخبر ، وأيضاً فإنَّ هذا ماضٍ وما قبله مستقبلٌ ، ولا بد من التوافق في الزمان ، إلا أن يُقال : المقصودُ استمرارُهم بذلك ، وإنَّ الماضي متى وقع صلةً صَلَحَ للمُضِيِّ والاستقبال .

قوله : { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ } ، أي : في جنب الآخرة . وهذا الجارُّ في موضع الحال تقديرُه : وما الحياةُ القريبةُ كائنةً في جنب الآخرة إلا متاعٌ ، ولا يجوز تعلُّقُه بالحياة ولا بالدنيا لأنهما لا يقعان في الآخرة .