غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ} (41)

35

{ ربنا اغفر لي } طلب المغفرة لا يوجب سابقة الذنب لأن مثل هذا إنما يصدر عن الأنبياء والأولياء في مقام الخوف والدهشة على أن ترك الأولى لا يمتنع منهم وحسنات الأبرار سيئات المقربين . أما قوله : { ولوالدي } فاعترض عليه بأنه كيف استغفر لأبويه وهما كافران ؟ وأجيب بأنه قال ذلك بشرط الإسلام ، وزيف بأن قوله تعالى : { إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك } [ الممتحنة :4 ] مستثنى من الأشياء التي يؤتسى فيها بإبراهيم ، ولو كان استغفاره مشروطاً بإسلام أبيه لكان استغفاراً صحيحاً فلم يحتج إلى الاستثناء . وقيل : أراد بوالديه آدم وحواء والصحيح في الجواب أنه استغفر له بناء على الجواز العقلي والمنع التوفيقي بعد ذلك لا ينافيه { يوم يقوم الحساب } أي يثبت مستعار من قيام القائم على الرجل ومثله قولهم " قامت الحرب على ساقها " أو أسند إلى الحساب قيام أهله إسناداً مجازياً ، أو المضاف محذوف مثل

{ واسأل القرية } [ يوسف :82 ] .

/خ52