قوله : { يَوْمَئِذٍ } بدلٌ مما تقدم{[26879]} ، أو منصوبٌ بما بعده " لاَ " عند من يجيز ذلك{[26880]} والتقدير : يومَ إذ يَتَّبِعُونَ لا تنفَعُ الشَّفَاعَةُ{[26881]} .
قوله : { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ } فيه أوجه :
أحدها : أنه منصوب على المفعول به ، والناصب له " تَنْفَعُ " {[26882]} و " مَنْ " حينئذ واقعة على المَشْفُوعِ له{[26883]} .
الثاني : أنَّه في محل رفع بدلاً من " الشَّفاعة " {[26884]} ، ولا بدَّ من حذف مضاف تقديره : إلا شَفَعَةُ مَنْ أذِنَ لَه{[26885]} .
الثالث : أنه منصوب على الاستثناء من " الشفاعة " بتقدير المضاف المحذوف وهو استثناء متصل على{[26886]} هذا{[26887]} ، ويجوز{[26888]} أن يكون استثناء منقطعاً إذا لم نقدر شيئاً{[26889]} وحينئذ يجوز أن يكون منصوباً وهي لغة الحجاز ، أو مرفوعاً وهي{[26890]} لغة تميم{[26891]} ، وكل هذه الأوجه واضحة .
( و " لَهُ " ){[26892]} في الموضعين{[26893]} للتعليل{[26894]} كقوله : { قَالَ الذين كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمنوا }{[26895]} أي لأجله ولأجلهم .
المعنى : { لاَّ تَنفَعُ الشفاعة } أحداً من الناس { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن } أي : إلا من أذن له الله أن يشفع له{[26896]} { وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } أي رضي قوله{[26897]} .
قال ابن عباس : يعني قَالَ : لاَ إلَهَ إلاَّ الله . وهذا يدل على أنه لا يشفع لغير المؤمنين{[26898]} . وقالت المعتزلة{[26899]} : الفاسق غير مرضيٍّ عند الله{[26900]} ، فوجب أن لا يشفع الرسول في حقه . وهذه الآية من أقوى{[26901]} الدلائل على ثبوت{[26902]} الشفاعة في حق الفساق ، ( لأن قوله : { وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } يكفي صدقه أن يكون الله تعالى قد رَضِيَ له قولاً واحداً من أقواله ){[26903]} ، والفاسق قد ارتضى الله من قوله{[26904]} شهادة أنْ لاَ إلهَ إلاَّ الله . فوجب أن تكون الشفاعة نافعة له ، لأن الاستثناء من النفي إثبات فإن{[26905]} قيل : إنَّه تعالى استثنى من ذلك النفي بشرطين : أحدهما حصول الإذن . والثاني : أن يكون رَضِيَ له قولاً . فهب أنَّ الفاسق قد حصل فيه أحد الشرطين ، وهو أنه تعالى{[26906]} رضِيَ{[26907]} له قولاً ، فلم قلتم : إنه{[26908]} أذن فيه ؟
فالجواب أنَّ هذا القيد كافٍ في حصول الاستثناء لقوله تعالى : { لاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارتضى }{[26909]} فاكتفى هناك بهذا القيد . ودلَّت هذه الآية على أنه لا بد من الإذن ، فظهر من مجموعهما أنه{[26910]} إذا رضي له قولاً يحصل{[26911]} الإذن في الشفاعة ، وإذا حصل القيدان حصل الاستثناء وتم المقصود{[26912]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.