قوله : { وَأَلْقِ } : عطفٌ على ما قبلَه من الجملةِ الاسميةِ الخبريةِ . وقد تقدَّم أنَّ سيبويهِ لا يَشْترط تناسُبَ الجملِ ، وأنه يُجيز " جاء زيدٌ ومَنْ أبوك " وتقدَّمت أدلَّتُه في أول البقرة . وقال الزمخشري : " فإنْ قلتَ علامَ عَطَفَ قولَه : { وَأَلْقِ عَصَاكَ } ؟ قلت : على قولِه " بُورِكَ " لأنَّ المعنى : نُوْدِيَ أَنْ بُورِكَ . وقيل له : أَلْقِ عَصاك . والدليلُ على ذلك قولُه : " وأَنْ أَلْقِ عَصاك " بعد قولِه " يا موسى إنَّه أنا اللهُ " على تكريرِ حرفِ التفسيرِ كما تقول : " كتبْتُ إليه أَنْ حُجَّ واعْتَمِرْ " وإنْ شِئْتَ : أَنْ حُجَّ وأَنِ اعْتَمِرْ " . قال : الشيخ : " وقولُه : " إنه معطوفٌ على " بُورِكَ " منافٍ لتقديرِه " وقيل له : " أَلْقِ عصاك " لأَنَّ هذه جملةٌ معطوفةٌ على " بُورِكَ " وليس جُزْؤها الذي هو معمول " وقيل " معطوفاً على " بُورِكَ " ، وإنما احتاج إلى تقديرِ " وقيل له : أَلْقِ " لتكونَ جملةً خبريةً مناسِبَةً للجملةِ الخبريةِ التي عُطِفَتْ عليها . كأنه يَرَى في العطفِ تناسُبَ الجملِ المتعاطفةِ . والصحيحُ أنَّه لا يُشْتَرَطُ ذلك " ثم ذكرَ مذهبَ سيبويه .
قوله : { تَهْتَزُّ } جملةٌ حاليةٌ مِنْ هاء " تَراها " لأنَّ الرؤيةَ بَصَرِيَّةٌ .
قوله : { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } يجوزُ أَنْ تكونَ حالاً ثانيةً ، وأَنْ تكونَ حالاً من ضمير " تَهْتَزُّ " فتكونَ حالاً متداخلةً . وقرأ الحسن والزهري وعمرو بن عبيد " جَأَنٌّ " بهمزةٍ مكانَ الألفِ ، وتقدَّم تقريرُ هذا في آخرِ الفاتحةِ عند
{ وَلاَ الضَّآلِّينَ } [ الفاتحة : 7 ] .
قوله : { وَلَمْ يُعَقِّبْ } يجوز أن يكونَ عطفاً على " وَلَّى " ، وأَنْ يكونَ حالاً أخرى . والمعنى : لم يَرْجِعْ على عَقِبِه . كقوله :
فما عَقَّبوا إذ قيلَ : هل مَنْ مُعَقِّبٍ *** ولا نَزَلُوا يومَ الكَريهةِ مَنْزِلا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.