قوله : { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا } : وجهُ الاستداركِ : أنَّ المعنى وما كنتَ شاهداً لموسى ما جَرَى عليه ، ولكنَّا أَوْحَيْناه إليك . فذكر سببَ الوَحْيِ الذي هو إطالةُ الفترةِ ، ودَلَّ به على المسَبَّب ، على عادةِ الله تعالى في اختصاراته . فإذن هذا الاستداركُ هو شبيهُ بالاستدراكَيْن بعده . قاله الزمخشري بعد كلامٍ طويل .
قوله : { ثَاوِياً } أي : مُقيماً يقال : ثَوَى يَثْوِي ثَواءً وَثَوِّياً ، فهو ثاوٍ ومَثْوِيٌّ . قال ذو الرمة :
لقد كانَ في حَوْلٍ ثَواءٍ ثوَيْتُه *** تَقَضِّي لُباناتٍ ويُسْأَمُ سائِمُ
طال الثَّواءُ على رُسومِ المنزلِ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فباتَ حيث يَدْخُلُ الثَّوِيُّ ***
قوله : { تَتْلُواْ } يجوز أن يكونَ حالاً مِن الضميرِ في " ثاويا " ، وأَنْ يكونَ خبراً ثانياً ، وأنْ يكونَ هو الخبرَ و " ثاوياً " حالٌ . وجعله الفراء منقطعاً مِمَّا قبلَه أي : مستأنفاً كأنه قيل : وها أنت تَتْلُو على أمَّتِك . وفيه بُعدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.