بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَٰكِنَّآ أَنشَأۡنَا قُرُونٗا فَتَطَاوَلَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۚ وَمَا كُنتَ ثَاوِيٗا فِيٓ أَهۡلِ مَدۡيَنَ تَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَا وَلَٰكِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (45)

{ وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ العمر } أي الأجل فنسوا عهد الله ونسوا أمره { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِى أَهْلِ مَدْيَنَ } أي مقيماً في أهل مدين { تَتْلُو عَلَيْهِمْ *** ءاياتنا } يعني : تتلو على أهل مكة القرآن يعني : أن الله تعالى أعلمك أخبار الأمم الماضية من حديث موسى وشعيب عليهما السلام ليكون علامة لنبوتكم حيث يخبرك بخبر موسى ، ولم تكن حاضراً هناك ، ولم تكن تقرأ القرآن { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } إليك لتخبرها بخبر أهل مدين ، وبخبر موسى . ويقال : { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } يعني : أرسلناك رسولاً ، وأنزلنا هذه الأخبار ، لتخبرهم لولا ذلك لما علمتها .