الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ} (22)

قوله : { وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ } : أي : لغاتِكم من عَرَبٍ وعَجَمٍ ، مع تنوُّعِ كلٍ من الجيلين إلى أنواعٍ شتى لا سيما العجمُ ، فإن لغاتِهم مختلفةٌ ، وليس المرادُ بالألسنةِ الجوارحَ .

قوله : " للعالمين " قرأ حفصٌ بكسر اللام جعله جمعَ عالِم ضدَّ الجاهل . ونحوُه { وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ الْعَالِمُونَ } [ العنكبوت : 43 ] والباقون بفتحها ؛ لأنها آياتٌ لجميع الناس ، وإن كان بعضُهم يَغْفُلُ عنها . وقد تقدَّم أولَ الفاتحةِ الكلامُ في " العالمين " : هل هو جمعٌ أو اسمُ جمع ؟ فعليك باعتبارِه ثَمَّةَ .