وقوله : { مَن يَعْمَلْ } جملة مستأنفة مؤكدةٌ لحكم الجملة قبلها . وقرأ الجمهور " ولا يَجِدْ " جزماً ، على عطفه على جواب الشرط ، وروي عن ابن عامر رفعُه ، وهو على القطع عن النسق . ثم يُحْتمل أن يكون مستأنفاً وأن يكونَ حالاً ، كذا قيل ، وفيه نظرٌ من حيث إنَّ المضارع المنفي ب " لا " لا يقترن بالواوِ إذا وقع حالاً .
قوله : { مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ } " من " الأولى للتبعيض لأنَّ المكلَّف لا يطيق عمل كل الصالحات . وقال الطبري : " هي زائدة عند قوم " وفيه ضعفٌ لعدمِ الشرطين . و " مِنْ " الثانية للمتبين . وأجاز أبو البقاء أن تكونَ حالاً ، وفي صاحبِها وجهان أحدُهما : أنه الضميرُ المرفوع ب " يعمل " ، والثاني : أنه الصالحات أي : الصالحات كائنةً من ذكر أو أنثى ، وقد تقدَّم إيضاح هذا في قوله : { لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى } [ آل عمران : 195 ] والكلامُ على " أو " أيضاً " وقوله : " وهو مؤمن " جملة حالية من فاعل " يعمل " وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو بكر عن عاصم : " يُدْخَلون " هنا وفي مريم وأول غافر بضم حرف المضارعة وفتح الخاء مبنياً للمفعول ، وانفردَ ابنُ كثير وأبو بكر بثانية غافر ، وأبو عمرو بالتي في فاطر والباقون بفتحِ حرفِ المضارعة وضَمِّ الخاء مبنياً للفاعل ، وذلك للتفنُّنِ في البلاغَةِ ، وقد يظهرُ فروقٌ لا يَسَعُها هذا الكتابُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.