غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا} (122)

114

ثم أردف الوعيد بالوعد على سنته المعهودة فقال : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً } قال أهل السنة : لو كان الخلود الدوام لزم التكرار فإذن هو طول المكث المطلق . وقوله : { أبداً } مفيد للتأبيد . { وعد الله حقاً } مصدران الأول مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره لأن قوله : { سندخلهم } وعد منه تعالى ومضمونه هو مضمون وعد الله ، وأما { حقاً } فمضمونه أخص من مضمون الوعد لأن الوعد من حيث هو وعد يحتمل أن يكون حقاً وأن لا يكون فمضموناهما متغايران تغاير الجنس والنوع . { ومن أصدق من الله قيلاً } توكيد ثالث بليغ من قبل الاستفهام المتضمن للإنكار . وفائدة هذه التوكيدات معارضة مواعيد الشيطان الكاذبة وإلقاء أمانيه الفارغة والتنبيه على أن قول أصدق القائلين أولى بالقبول من قول من لا أحد أكذب منه .

والقيل : مصدر قال قولاً . وعن ابن السكيت أن القيل والقال اسمان لا مصدران .

/خ126