فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا} (122)

{ الذين آمنوا وعملوا الصالحات } بيان لوعد الله المؤمنين عقب بيان وعد الشيطان للكافرين { سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت المساكن والغرف { خالدين فيها أبدا } بلا انتهاء ولا غاية ، والأبد عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا انقطاع له .

{ وعد الله حقا } قال في الكشاف مصدران الأول مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره ، ووجهه أن الأول مؤكد لمضمون الجملة الاسمية ومضمونها وعد ، والثاني مؤكد لغير أي حق ذلك حقا { ومن أصدق من الله قيلا } هذه الجملة مؤكدة لما قبلها ، والقيل مصدر قال كالقول والقال والاستفهام بمعنى النفي أي لا أحد أصدق قولا من الله عز وجل ، وقيل إن قيلا اسم لا مصدر ، وإنه منتصب على التمييز قاله ابن السكيت .