فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ} (34)

{ أدخلوها } الجمع باعتبار معنى من أي ادخلوا الجنة { بسلام } أي بسلامة من العذاب ، وكل مخوف ، وقيل : بسلام من الله أو من ملائكته ، وقيل بسلامة من زوال النعم وحلول النقم ، أي متلبسين به أو مع سلام ، أي : ليسلم بعضكم على بعض ، فالمراد السلام فيما بينهم ، ولا مانع من حمل الآية الكريمة على كل { ذلك } إشارة إلى زمن ذلك اليوم الذي حصل فيه الدخول ، كما قال أبو البقاء ، وخبره : { يوم الخلود } وسماه يوم الخلود ، لأنه لا انتهاء له بل هو دائم أبدا ، وهذا القول في الدنيا إعلام وإخبار ، وليس ذلك قولا يقوله عند قوله : ادخلوها ، أو أن اطمئنان القلب بالقول أكثر .